رواية اخر نساء العالمين الفصل الرابع عشر 14 الجزء الثاني بقلم سهيلة عاشور
Part 13
استيقظ تحرك جسدها بكسل ليقع نظرها عليه وهو يجلس بجوارها ينظر لها نظرات لم تكن واضحه كثيرا لها فكان صامتًا شاردا ويبتسم بخفوت ادرقت ريقها بتوتر
هبه: في حاجه يا حسام
حسام يإبتسامه: كنت مستنيكي تصحي... النهارده انا عازمك بره عاوز نقضي اليوم كلو مع بعض
هبه بسعاده: بجد يا حسام!.... بس اي المناسبه
حسام بتفكير: اني عاوز كده... وكمان انا اجازه ولا نسيتي ودي مش بتحصل كتير
هبه بضحكه خافته: صح... هلبس بسرعه
هرولت سريعا تأخذ ملابس من دولابها ودلفت للمرحاض لكي ترتدي سريعا... فمثل هذه الفتاه لم تلقى الاهتمام او الحب من اي شخص بعد وفاة والدتها وهي لم تجد سوى بطش والدها وقسوته فبالنسبه اليها حسام مخزون الحب والامان حتى لو لم يعترف بهذا.........
**********************************
في ورشة الميكانيكه
كان يونس يُصلح احدى السيارات والتي طال تصليحها فأستمر لساعات وكان مصطفي يرتب بعض المعدات فطلب منه يونس صُنع كوبين من الشاي امأ له بهدوء وبعد غليان المياء وعند سكبها في الاكواب بدلا من سكب الماء في الاكواب سكبها على يده فصرخ من الالم مما جعل يونس ينطفض من اسفل السياره ويركض نحوه
يونس بفزع: في اي يا مصطفى.... وريني ايدك
مصطفي بتمثيل القوه: مفيش حاجه يا يونس... روح كمل الشغل
جذب يونس يده بحده وفزع عندما وجد يده معظمها اصابها الاحمرار.... نظر له بعتاب وزفر بضيق ومن ثم جلب علبه الاسعافات الاوليه وجلب منها احدى المراهم الطبيه المخصصه للحروق ودهنها على يده برفق ومن ثم اجلسه وجذب احدى الكراسي وجلس بحواره ونظر له بنفاء صبر وقد عزم امره على افاقته من هذه التيهه التي هو بها
يونس بحده: وبعدين معاك يا مصطفى.... هتفضل نايم كده كتير
مصطفي بهدوء: معلش هبقى اخد بالي بعد كده
يونس بزفر: مقصدش ايدك اقصدك انت.... ثم اكمل بحزن: وحشتك؟
مصطفي بتوتر: هي اي دي اللي وحشتني
يونس: سميه
مصطفي بتصنع: انا شلتها من حياتي خلاص... متفتحش الموضوع دا يا يونس
يونس بسخريه: والله شلتها من حياتك.... بتكذب يا مصطفى انت لو كذبت على الدنيا كلها حتى لو كذبت نفسك عمرك ما هتعرف تخبي او تكذب على يونس دا انت ابني مش اخويا.... ثم اكمل بعقلانيه: مش عيب ان الواحد يزعل على مراته وام ابنه مهما كان اللي حصل وخصوصا انها حب حياتك اللي عملته سميه دي مش حاجه بسيطه بس على رأي زهره سميه دي تربيتنا وطول عمرها بتحبنا كلنا وواقفه معانا اكيد الموضوع دا فيه حاجه بس حتى لو كده انت لازم تجمد يا مصطفى وتفوق لنفسك شويه احنا دلوقتي لازم نشتغل ونقويِ بعض ونقوىَ ببعض علشان نعرف نرجع حقنا ونريح ابونا وامنا في تربتهم لكن اللي انت بتعمله دا هيحل اي
مصطفي بضيق وحزن: مكنش في سبب يخليها تعمل كده يا يونس.... انا عملت كل حاجه علشان اسعدها وانت شاهد على كده ومكنتش مخليها محتاجه حاجه صحيح مش زي المستوى اللي كنا عايشين فيه ولكن كنا مرتاحين ومش ناقصنا حاجه مكنتش مجوعها ولا مخليها بتشحت يعني علشان تسيبني في الظروف اللي احنا فيها دي ياريتها كانت راحت لأمها وابوها مكنتش هزعل كده بس دي راحت للكلب اللي اسمه ضاحي راحت اترمت في حضن عدونا يا يونس.... قفل على السيره دي بقا ولو خلصت خلينا نروح نزور الواد احمد وحشني وقلقان عليه واهو بالمره نفرحه بالكلام اللي قاله ليك المعلم حسن هيفرح اوي
نظر له يونس بحزن فلديه كل الحق مجرد فكرة ان التخيل ان تتركه زهره مثلما فعلت سمية تغلى الد-ماء في عروقه ويتوقف عقله عن التفكير وتتصلب روحه... ااه يا اخي ان لديك قلب كبير ليكون بك كل هذا الهم والغم وتضحك وتمرح معنا بل وانك تحمل همنا وتركز على سعادتنا وفرحنا.... نظر له بحب وابتسم بحنان وهو يربت على كتفه: حاضر هخلص العربيه دي واغير ونروح... قوم انت غير ودخل العده لحد ما اخلص
امأ له في هدوء وذهب ليفعل ما املاه عليه اخاه...
**********************************
في قصر عائلة يونس
عندما طلبت منه هذا الطلب صُور له امامه انه يسفك دما-ئها الرخيصه ويتخلص منها ولكن ابتسم ابتسامه ماكره وخبيره وهو يحرك يديه الغليظتين على جسدها بخشونه يعلم انها تحبها.. وظل ينظر لها من اعلاها لأسفلها نظرات شهوانيه هذه المعتوهه تعتقد انها نظرات حب واعجاب وماشابه
ضاحي بتلاعب: لي بس يا حلوه... هو اخنا ناقصين جواز ما احنا متجوزين من زمان
ناهد بدلال: منتى عارف يا حبيبي ان الورقه العرفي اللي احنا كاتبينها دي ملهاش لازمه ولا بتودي ولا بتجيب دي مجرد ورقه بنحلل بيها علاقتنا مع بعض ( ربنا يحفظنا من معصيته).... انا عاوزه ابقى مراتك قدام الناس كلها علشان يبقى ليا حق فيك بدل ما انا عامله زي اللي ماسكه في حبال دايبه كده
ضاحي بعبث: هو انت مش واثقه فيا يا نونه ولا اي... دا انا ضاحي يا بت ولا نسيتي انا الحب كلو يا حب انت
ناهد بضحكه رقيعه ودلال: واثقه وفاكره طبعا كل حاجه... بس برضو عاوزه نفضل مع بعض على طول وبعدين منتى جربتني سنين وعارف ان لو الدنيا كلها اتخلت عنك انا ابيع الدنيا كلها علشانك ولا ناسي منا اللي بعتهم زمان علشانك
ضاحي بهدوء ولا زالت ابتسامته الخبيثه على وجهه: خلاص يا حبيبتي زي ما تحبي نتجوز... بس انت دلوقتي هربانه من حكم ولا نسيتي نخلص مدة الحكم بتاعتك وانا كمان اخلص كام عمليه فاضله ليا وبعدها نتجوز.... ثم اكمل بمكر: وانت طبعا هتساعديني زي منا ساعدتك ولا اي
ابتسمت بأنتصار ظنا منها انها الان حققت مرادها وسوف تتبختر امام اي احد يشكك في قدرتها او شرفها... لا تعلم ان الشرف يضيع مع اول قطرة مياه تُوضع عليه ولا تعلم ايضا ماذا ينتظرها
قالت بسعاده وغمزه: امتى عاوزني
ضاحي بمكر: اجهزي دلوقتي هتروحي اول مشوار... وطبعا انت عارفه هتعملي اي
ضحكت بصخب ومن ثم تحدثت بغنج ودلال: عارفه يا نن عيني
ومن ثم انقضت على شفتيه دون حياء تقبله بنهم ومن ثم هبت من على قدميه تسير بدلال نحو الخارج قائله: هروح اجهز يا بيبي علشان متأخرش هتوحشني لحد ما اجي
ضاحي بتصنع: وانت كمان يا نونه.....
اختفت من امامه فزفر بضيق وهو يمسح شفتيه بتقزز قائلا بسخريه وصوت منخفض: قال اتجوزها قال.... يعني اللي باعت جوزها وولي نعمها اللي لمها من الشوارع وعملها هانم مش هتبيعني انا....